المجلة | آيـــة |{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيز

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
تلفت الآية الكريمة أنظار المسلمين إلى نعمة من أجل نعم الله تعالى عليهم، هذه النعمة هي نعمة هذا النبي الخاتم وهذا الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. والمتأمل في الآية يجد أن الله تعالىلم يقل: جاءكم رسول منكم . ولكن قال: (من أنفسكم) وهي أشد حساسية وأعمق صلة وأدل على نوع الوشيجة التي تربطهم به، فهو بضعة من أنفسهم تتصل بها صلة النفس بالنفس . ثم تأتي الآية لتشير إلى طبيعة هذا النبي الكريم من حرصه على المؤمنين ورأفته بهم ورحمته لهم. ويكفيك أن تتأمل سيرة هذا الرسول الأمين لتعلم هذا وتوقن به حق اليقين، وانظر إلى هذا النبي يوم أن لجأ إلى الطائف يبحث عن جهة تؤمنه وتحميه حتى يبلغ دعوة الله تعالى، واستقبله أهل الطائف بالحجارة والضرب والإيذاء الشديد، ويهتم رسول الله ويتألم لهذا، وفي هذه اللحظة يرسل الله تعالى إليه ملك الجبال ليكون تحت إمرته يفعل ما يريد، فماذا فعل رسول الله مع ملك الجبال؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (‏جاء جبريل فقال لي‏:‏ يا محمد إن ربك يُقرئك السلام، وهذا ملك الجبال قد أرسله الله إليك وأمره أن لا يفعل شيئا إلا بأمرك‏.‏ فقال له ملك الجبال‏:‏ إن الله أمرني أن لا أفعل شيئا إلا بأمرك، إن شئت دمدمت عليهم الجبال، وإن شئت رميتهم بالحصباء، وإن شئت خسفت بهم الأرض‏.‏ قال‏:‏ يا ملك الجبال فإني آتي بهم لعله أن يخرج منهم ذرية يقولون‏:‏ لا إله إلا الله‏.‏ فقال ملك الجبال عليه السلام‏:‏ أنت كما سماك ربك رءوف رحيم‏). إنها حقيقة هذا النبي...وحقيقة هذا الدين....وحقيقة هذا الكتاب..اليسر والرأفة والرحمة، وصدق الله تعالى إذ يقول: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} فاللهم صلِّ على هذا النبي المصطفى والرسول المجتبى واجمعنا به في جنة الخلد واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا..آمين.

المزيد